كلمة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو خلال المهرجان السنوي لمشروع "رحلة" الذي انعقد في أورشليم القدس

أستمتع دوماً بصحبة صديقي العزيز ناتان شيرانسكي [رئيس الوكالة اليهودية] وكل من يعمل في إطار مشروع "رحلة"، علماً بأننا نحتفل بالذكرى ال-12 للمشروع، وأرجو تهنئة الجميع بهذه المناسبة: مبروك عليكم!

إنكم تعلمون بأن أكثر من 100 ألف شاب يهودي منحدرين من أكثر من 60 دولة قد وصلوا إلى البلاد من شتى أرجاء العالم. غير أنني أريد التحقق من ذلك: هل يتواجد هنا أحد من روسيا؟ من فرنسا؟ من الولايات المتحدة؟ من بريطانيا؟ وماذا بالنسبة للبرازيل؟ وكندا؟ وجنوب إفريقيا؟ وأوكرانيا؟ وفنزويلا؟ وأستراليا؟ والأرجنتين؟ والمكسيك؟ هل نيست أحداً..؟ يبدو الأمر وكأننا نشارك في دورة للألعاب الأولمبية أو المونديال [بطولة كأس العالم بكرة القدم]، لا بل إن المشروع حقيقة نوع من الأولمبياد أو المونديال الخاص بالشعب اليهودي. إنه "رحلة" وأشكركم جميعاً على حضوركم.

أرجو أن أخبركم بأمر ما عن المكان الذي اجتمعنا فيه. من الواضح أن هذه القاعة جديدة واسمها "أرينا" [إستاد رياضي افتُتح حديثاً في أورشليم القدس]، وهي جديدة وتمثل أرقى التقنيات والمنشآت الرياضية.

إن هذا المكان، الذي يقع هنا تحديداً، ما هو إلا المكان الذي انطلق منه آباؤكم وأمهاتكم، وكذلك أبي وأمي، حيث أقصد بذلك أبرام [إبراهيم] ويتسحاق [إسحاق] ويعقوب [أجداد الشعب اليهودي وفق التوراة]. هل تذكرون هذه الأسماء؟ وماذا بالنسبة لسارة [زوجة أبرام]، ألا تعرفونها؟ إنهم آباؤكم وأمهاتكم. بالفعل انطلق شعبنا من هذا المكان. وقد أطلِق علينا اسم "اليهود". هل تعلمون مصدر هذا الاسم؟ إنه جاء كوننا قد انطلقنا من هذا المكان، من يهودا. ها نحن في أورشليم، وكان في أورشليم الملك داود، هل تذكرونه؟ ثم جاء [إبنه الملك] سليمان الذي بنى الهيكل المقدَّس في مكان ليس بعيداً. كما نذكر هنا الأنبياء الكبار لشعبنا: إشعيا وإرميا وعاموس (علماً بأن عاموس كان يقيم في مكان غير بعيد أيضاً يقع إلى الجنوب من هنا [قاصداً بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم].

هذا هو مركز عائلتنا وشعبنا وأمتنا. وقد انطلق الشعب اليهودي من هنا. وقد كُتبت هناك غالبية أسفار التوراة. كما انطلقت من هنا تلك الحقائق الكبرى التي قدّمناها للبشرية، شأنها شأن عدد كبير جداً من القيم الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية التي انطلقت من هذه التلال، من هذا المتنزّه المغبرّ. وقد أحدثت هذه الرسائل ثورة في العالم أجمع، غير أننا لن ننسى أبداً أن هذه كانت أرضنا وأننا كنا دوماً نتوق للعودة إليها، وها أنكم فعلتم ذلك الآن.

لقد عدتم إلى هنا، إلى ذلك المكان الذي كان "النبي موسى المعاصر" بمعنى هرتصل [مؤسس الحركة الصهيونية] قد أسماه "البلاد القديمة- الجديدة". إنها قديمة لكنها في نفس الوقت جديدة. إنكم تستطيعون رصد أثر لإسرائيل في كل ما يحيط بكم. هل لديكم هواتف نقالة؟ (هل يوجد من لا يملك هاتفاً نقالاً؟) عندما تمسكون بالهاتف النقال فإنكم حقيقة تمسكون بقطعة مرتبطة بإسرائيل [بمعنى أن إسرائيل أسهمت باكتشافاتها العلمية في ابتكار هذا الجهاز]. هل لديكم قرص "الفلاش"؟ إنه صنِع في إسرائيل. هل تتناولون بندورة "شيري"؟ إنها أيضاً من صنع إسرائيل. هل تستخدمون بعض أنواع الأقراص التي تصنع المعجزات؟ أقصد الأقراص من النوع الإيجابي الجاري استخدامها لمداواة الأمراض (حتى يكون كلامنا واضحاً لا لبس فيه..)، إنها أيضاً واردة من إسرائيل.

إنها دولة ذات تقنيات رائعة وابتكارات عجيبة. يجب أن تعلموا أن الأمر مردّه الكثير من العقل، أي الدماغ، غير أن الدماغ يرتبط أيضاً بالقلب أي بالقلب اليهودي.

أعرف أنكم حضرتم وأصبحتم تشاركوننا ماضينا ومستقبلنا على حد سواء. وأرحب بوصولكم بصفتكم زملاء مشروع "التحدي التقني" أو بصفة معلمين للإنجليزية أو لقضاء فترة تدريبية في الشركات الناشئة أو كباحثين في المجال الطبي. وتسنح لكم بالتالي فرصة خوض تجارب شخصية مما يزيد من عظمة تلك الروح التي تجعل دولتنا قمة من الروعة. وتأتي روعة دولتنا بصورة مميزة. لكن إذا انتقلتم من بلادنا إلى "الحي الأكبر" المعروف بالشرق الأوسط فستجدون أن مجريات الأحداث فيها تختلف أشد الاختلاف. أما بالنسبة لحضوركم هنا واطّلاعكم على حقيقة ما يجري هنا، فإنكم تدركون أن إسرائيل هي بالفعل "منارة للأغيار" [غير اليهود] أو منارة محاطة بظلام أرجو أن يتبدد.

إننا نعي حجم التحديات التي تواجهنا. وإنكم تعرفون بدوركم أن تواجدكم هنا يأتي من باب معرفتكم لخصوصية ما يجري هنا. بما أنكم قادة المستقبل اليهودي فلديكم الكثير مما تستطيعون تقديمه، وإننا نقدّر هذه الفرصة الرائعة التي أتحتموها لأنفسكم لتقديم العون وأيضاً للدراسة، بمعنى دراسة تأريخ شعبكم في أرض أجدادنا ودراسة الجذور التي تؤلف بيننا جميعاً كوننا يهوداً، وتعلّم لغتنا. هل تعلّم أي منكم القليل من اللغة العبرية؟ (لقد فكّرت في إلقاء هذه الكلمة بالعبرية لكن خطر لي أن الأمر سابق لأوانه.. ولدى حضوركم في المناسبة التالية سوف نختبر الأمر..). كما تستطيعون الاطّلاع على مسؤوليتنا المشتركة عن مستقبل الشعب اليهودي، علماً بأن هذا المستقبل يتشابك مع مستقبل الدولة اليهودية، حيث أعتقد بأنكم تفهمون هذه الحقيقة.

إنني على قناعة بأن إسرائيل أصبحت مكاناً أفضل بفضل جهودكم. كما أنني على يقين من أنكم ستصبحون أشخاصاً وزعماء أفاضل بفضل فترة إقامتكم هنا في إطار مشروع "رحلة". إن هذا المشروع يوثق الصلات فيما بينكم وأيضاً بينكم وبين إسرائيل. وأرجو منكم أن تعودوا إلى بلادنا، ولا أقصد القيام بزيارات متكررة لها (حيث إنني متأكد من ذلك) بل أتمنى أن تعودوا وتجعلوا إسرائيل وطناً لكم، ذلك لأن إسرائيل ما هي إلا وطن لأي يهودي. وأريد أن أطمئنكم، بصفتي رئيساً لحكومة الدولة اليهودية الواحدة الوحيدة، بأن إسرائيل تتسع لإنشاء بيت لأي يهودي سواء أكان أرثوذكسياً أو محافظاً أو إصلاحياً أو علمانياً. شكراً جزيلاً لكم جميعاً.