رئيس الوزراء نتنياهو يستقبل نظيره الأسترالي تورنبول في مراسم رسمية أقيمت في مقر رئاسة الوزراء

استقبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقرينته سارا مساء أمس رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تورنبول وقرينته لوسي في احتفال رسمي أقيم بمكتب رئيس الوزراء في أورشليم.
وقد وصل رئيس الوزراء الأسترالي وقرينته إلى إسرائيل بمناسبة إحياء ذكرى مرور 100 عام على المعركة لتحرير بئر السبع إبان الحرب العالمية الأولى.
وبعد ذلك انعقدت جلسة عمل ترأسها رئيسا الوزراء نتنياهو وتورنبول.
فيما يلي مقتطفات من كلمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو:
"أيها السيد مالكولم، إنك لصديق حميم حقيقي لإسرائيل وأستراليا صديقة حقيقية لإسرائيل.
سارة وأنا نثمن الصداقة العميقة معكم وحقيقة أنه طيلة زيارتنا لأستراليا قد قضيتم ذلك القدر الكبير من الوقت معنا فنرحب بفرصة مجازاتكم خيراً هنا على أرض إسرائيل.
إنني أعتقد بأن كلا شعبينا يدركان ذلك إلى أبعد حد. فكلانا نقدر قيم السلام والحرية والديمقراطية ونحارب قوى الإسلام المتطرف ذاتها والتي تهدد ليس دولتينا فحسب وإنما حضارتنا المشتركة برمتها.
إن التزامك الشخصي تجاه إسرائيل واضح تماماً ويكون جميع مواطني إسرائيل ممتنين له كثيراً.
إننا سنحيي غداً ذكرى مرور مائة عام على حدث كبير في تاريخ الصهيونية وفي تاريخ الشعب اليهودي.
ولم يكن أي من هذين الحدثين ليحدث لولا شهامة وتضحية القوات الأسترالية التي حررت هذه الأرض من حكم العثمانيين الذي استمر لمدة 400 عام وببسالة استثنائية. إن ذلك منقوش في ذاكرتنا للأبد.
إن حقيقة مجيئك من أستراليا بعد قطع مشوار طويل لإحياء هذه المناسبة خير دليل برأيي على أواصر الصداقة التي تجمعنا وعلى جذور أستراليا وإسرائيل الراسخة وكذلك عليك ولوسي.
فنحب أن نضع في اعتبارنا أن ذلك الحدث الذي سنحيي ذكراه غداً شكل البوابة لنهضة الشعب اليهودي المجددة فأتطلع إلى إحياء ذلك الحدث التاريخي إلى جانبك.

أود أن أشكرك على تأييدك المتين لإسرائيل.
وسنبحث في كيفية مواصلة إضافة زحم للتحالف القائم فيما بيننا وطرق تعميقه وتعزيزه وتوسيعه.
وسأستعمل نفس العبارة التي سمعتك ترددها في سيدني: شكراً لك على كونك جزءًا من عائلتنا.
فمرحباً في أورشليم".
فيما يلي مقتطفات من كلمة رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تورنبول:
"يسرنا لوسي وأنا التواجد هنا غاية السرور.
أنت على حق فمع أن السفر إلى هنا استغرق وقتاً طويلاً، إن الاستقبال هنا يجعلني أشعر وكأنني في بيتي ومع عائلتي فأشعر أننا ننتمي إلى نفس العائلة.
وكما أسلفت إن زيارتك لأستراليا في شهر فبراير من هذا العام كانت حميمة بشكل استثنائي. فما عظيمة تلك الحماسة والطاقة التي جئت بها معك مما أثر على كل من التقى لك.
وقد ألقيت عدة خطابات ملهمة للغاية ومن بينها تلك الكلمة التي ألقيتها في مورايا كوليج. إنني أتذكر ذلك جيداً فكنت أتناول موضوع الجنرال جون مونش وحينما تمت دعوتك لإلقاء كلمتك قلت لي وأنت في طريقتك للمنبر: "مونش، سأعمل مع ذلك". ثم ألقيت تلك الكلمة الملهمة أمام أولئك الأطفال. حيث أنك رويت لهم شجاعة الأستراليين الذين قاتلوا في سبيل الدفاع عن تلك القيم التي شكلت أسس دولة إسرائيل، أي قيم الحرية والديمقراطية وسلطة القانون والحق في العيش على طريقتك الخاصة وبدون أن يملي غيرك عليك طريقة عيشك. وتلك الغاية المتمثلة بالعيش في حرية.
لقد قاتل في سبيل ذلك مونش والجيش الأسترالي إبان الحرب العالمية الأولى مثلما قاتلت في سبيل ذلك القوات الأسترالية إبان الحرب العالمية الثانية عندما خاضوا معركة الدفاع عن فالستينا من الغزاة النازيين في شمال إفريقيا. فقد قلت في سيدني وتحدثنا عن ذلك خلال زيارتك لأستراليا في فبراير الماضي إنه لو وصل الألمان إلى فالستينا إبان الحرب العالمية الثانية فلم يأتِ المشروع الصهيوني إلى الوجدان.
إننا وقفنا إلى جانبكم خلال تلك الحرب وخلال الحرب العالمية الأولى واليوم وبكل تأكيد نقف إلى جانبكم أيضاً.

فهناك أستراليون يخدمون ضمن قوات الأمم المتحدة المنتشرة على طول الحدود الإسرائيلية وطبعاً على نطاق أوسع في شتى أنحاء الشرق الأوسط كما تعلمون حيث أننا تناولنا ذلك الشأن مرات عديدة.
كلنا نحارب كتفاً إلى كتف ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف.
فهو يهدد إسرائيل بقدر ما هو يهدد أستراليا وكل من يقدر ويثمن الحرية.
ولكن تهدف هذه الزيارة إلى إحياء ذكرى معركة بئر السبع التي تشكل حدثاً تاريخياً ذا مغزى استثنائي لكونه نقطة تحول وإحدى تلك اللحظات التي تشكل تحولاً في مسار التاريخ، حينما اجتاز الأستراليون والنيوزيلنديون من لواء الفرسان الخفاف الشرق الأوسط بسرعة فحرروا فالستينا وأورشليم وسوريا حتى دمشق من أيدي الإمبراطورية العثمانية والاحتلال التركي.
كما صدر خلال ذلك العام وعد بلفور.

إنهم نالوا انتصاراً بارعاً بفضل الاندفاع الرائع مما شكل آخر هجمة بالخيول حققت نجاحاً في التاريخ العسكري والأجيال ستظل تتذكرها بالتأكيد. إنه حدث أسترالي بامتياز حفر في صميم وعينا الوطني.
لوسي وأنا تتشرف بالتواجد معكم اليوم. وعلينا البحث في العديد من القضايا في مكتبك، ومن بينها المعارك الخاصة بالوقت الراهن ولكن القضية التي تقف فوق كل ذلك هي متانة تلك العلاقات التي تربط أستراليا بإسرائيل والتي تتعزز السنة تلو الأخرى.
إنكم قمتم هذا العالم، 2017، بأول زيارة رسمية لرئيس وزراء إسرائيلي في أستراليا، بينما أزوركم هنا الآن لأول مرة بصفتي رئيساً للوزراء مما يشكل أول زيارة لرئيس وزراء أسترالي منذ زيارة جون هاورد عام 2000.
إن علاقاتنا تتشدد وتتعزز وتصبح أكثر حيوية من أي وقت مضى. كما أن التزامنا بالقيم التي تستند إليها أمتانا ومجتمعانا: الحرية والديمقراطية وسلطة القانون هي نفس القيم التي دوماً ما كنا نناضل في سبيلها والتي سنواصل نضالنا في سبيلها دائماً".