كلمة رئيس الوزراء نتنياهو في مراسم تأبين رئيس الوزراء الراحل أريئيل شارون

فيما يلي نص الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء نتنياهو في مراسم التأبين لرئيس الوزراء الراحل أريئيل شارون التي أقيمت هذا الصباح في باحة الكنيست في أورشليم القدس:

"عومري وجلعاد (نجلا رئيس الوزراء الراحل),

عائلة شارون,

فخامة رئيس الدولة شمعون بيريس,

صديقنا الحميم منذ سنوات طويلة, نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن,
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير,
وزراء الخارجية الأفاضل,
والضيوف المحترمون الذين وصلوا إلى هنا من الخارج,
سيادة رئيس المحكمة العليا, القاضي غرونيس,
الوزراء وأعضاء الكنيست الحاليون والسابقون,

كان أريئيل شارون أحدا من أعظم القادة العسكريين الذين نشؤوا للشعب اليهودي ولجيش الدفاع الإسرائيلي. وينتمي أريك إلى جيل مؤسسي الدولة, جيل اعادة الاستقلال. وكانت اعادة استقلال اسرائيل منوطة في صدارة الأمر بنشؤء جيل محاربين يهود يجدد تراث البطولة اليهودية في أرض إسرائيل. وكان يبدو أن هذا التراث زال في سنوات الشتات. ولعب أريك شارون دورا رئيسيا في بناء هذا تراث البطولة هذا. لقد حارب في صفوف جيش الدفاع خلال سنوات طويلة - منذ حرب الاستقلال (عام 1948) وحتى المعارك الحاسمة في حرب يوم الغفران (عام 1973).

ووضع شارون الأسس للعقيدة القتالية لجيش الدفاع وعلى رأسها الرد والمبادرة في إطار الحرب على الارهاب. وقام بذلك من خلال تشكيل الوحدة 101 عندما قاد محاربين مواجد مثل مئير هار تسيون ورفاقه. وشكل أريق وطبق عقيدة الالتفاف في المعركة وقام بذلك من خلال القفز المظلي في ممر متلا في حرب سيناء عام 1956 وفي معارك الالتفاف الكبيرة في حرب الأيام الستة.

ولكن تم التعبير عن قدرته على المناورة والقيادة خاصة في حرب يوم الغفران عندما قاد قوات جيش الدفاع إلى ما بعد قناة السويس وحاصر الجيش الثالث الميداني المصري. وفي هذه الخطوة, التي تمت تحت قيادته, أدى إلى تغيير مسار الحرب, التي بدأت بظروف صعبة جدا بالنسبة لدولة إسرائيل, وإلى انهائها الناجح.

وفي هذه المحن, أبدى أريك شجاعة وقدرة على ممارسة الحيلة اللتين أبرزهما لجنوده وساهمتا كثيرا في تعزيز قوة المحاربين. كوزير وكرئيس الوزراء قد أصرّ شارون على حقنا بالعمل من أجل الدفاع عن أنفسنا في هذه المنطقة لكي نستطيع أن نعيش هنا بأمان, ونحن نصرّ على هذا الحق أيضا اليوم وهذا يعتبر شرطا أساسيا لوجودنا ولوجود السلام.

لم أتفق دائما مع أريك وهو لم يتفق معي دائما ولكن عندما خدم في حكومتي وأنا خدمت في حكومته, عملنا معا من أجل ضمان أمن إسرائيل ومن أجل تعزيز الاقتصاد الإسرائيلي. كان أريك رجلا عمليا وبراغماتيا وهذه البراغماتية كانت مغروسة في مشاعر عميقة حيال الدولة والشعب اليهودي. لقد أدرك جيدا ماهية المعاداة للسامية واحتياج اليهود ليكونوا أصحاب مصيرهم في دولتهم. وقد ثمن كثيرا علاقاتنا مع حليفتنا الكبرى الولايات المتحدة وإلى جانب ذلك علم أيضا كيف يصرّ على مصالحنا الحيوية في لحظات الاختبار.

وعندما اعتبر الرد الدولي على احدى العمليات الارهابية بحقنا متسامحا, لقد توجه إلى المجتمع الدولي وأدلى بالتصريحات التالية: "لا تكرروا الخطأ الفادح من عام 1938 عندما قررت دول ديمقراطية منورة في أوروبا بتضحية تشيكوسلوفاكيا من أجل حل مرحلي مريح. لا تحاولوا إرضاء العرب على حسابنا. لا نستطيع أن نقبل ذلك". نهاية الاقتباس.

أدرك أريك أنه بما يتعلق بالأمور التي تتعلق بوجودنا وبأمننا - يجب على نكون ثابتين. نحن نصون هذه المبادئ. دولة إسرائيل ستستمر في مكافحة الارهاب وفي سعيها نحو السلام بآن واحد مع الحفاظ على أمننا. ودولة إسرائيل ستعمل بشتى الوسائل من أجل منع إيران من القدرة على التسلح بالأسلحة النووية.

وسيتم تسجيل اسم أريئيل شارون في تاريخ الشعب اليهودي كأحد أبرز القادة العسكريين وكأحد المحاربين العظماء من أجل الشعب اليهودي في أرضه.

أريك, الشعب اليهودي يودعك اليوم. مساهمتك المميزة في تعزيز أمن الدولة مسجلة في صفحات تاريخ شعبنا. ستبقى ذكراك خالدة في قلب الأمة إلى الأبد".